علاج السحر المأكول أو المشروب

كيفية علاج السحر المأكول أو المشروب

السحر المأكول أو المشروب من أكثر أنواع السحر تأثيرًا على الإنسان، حيث يدخل الجسم مباشرة عبر الطعام أو الشراب، فيسبب أضرارًا جسدية ونفسية شديدة. في هذا المقال، سنقدمأفضل الطرق الشرعية والعملية لعلاج السحر المأكول أو المشروب

تعريف السحر المأكول أو المشروب في الإسلام

السحر المأكول أو المشروب هو أحد أنواعالسحر التي يعتمد فيها الساحر على إيصال أثر السحر إلى جسد الإنسان عن طريق الطعام أو الشراب. أي يتم تحضير مادة سحرية أو قراءة تعويذات شيطانية على مأكول أو مشروب بحيث يتناوله الشخص المستهدف فيتأثر بالسحر. يُطلق على هذا النوع من السحر في بعض الثقافات اسم“التوكال” (خصوصًا في المغرب)، وهو نوع من السحر يتم بإدخال مواد غريبة إلى جسد المسحور عبر الأكل أو الشرب دون علمه (المس عن طريق التوكال). يؤمن المسلمون بأن السحر حق وله تأثير بإذن الله، فقد ذُكر في القرآن الكريم في قصة هاروت وماروت وكيف يعلِّمان الناس السحر ابتلاءً لهم. ومع ذلك فإنالإسلام حرّم السحر تحريمًا قطعيًا وجعله من الكبائر، لما فيه من ضرر عظيم على الناس وخروج عن تعاليم الدين.

من المهم أن نتذكر أنتأثير السحر لا يحدث إلا بإرادة الله. فمهما بلغ كيد الساحر، لا يصيب الإنسان شيء إلا ما كتب الله له. قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس:«واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ، لن يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك» (قيل بأني أعاني من سحر مأكول، فما العمل). لذا فعلى المؤمن ألا يجزع خوفًا من السحر، بل يحسن الظن بالله ويتوكل عليه فيطلب الشفاء والحماية. وفي الوقت نفسه، عليه أن يأخذ بالأسباب المشروعة للعلاج والوقاية، وأهمهاالرقية الشرعية والتقرب إلى الله بالطاعات.

علاج السحر المأكول
علاج السحر المأكول أو المشروب

العلامات والأعراض الشائعة للسحر المأكول أو المشروب

قد تتشابه أعراض السحر المأكول والمشروب مع أعراض الأنواع الأخرى من السحر أو حتى بعض الأمراض العضوية والنفسية، لكن هناكعلامات شائعة أبلغ عنها المبتلون بهذا النوع من السحر تميزّه عن غيره. من أبرز هذه الأعراض:

  • مشاكل الجهاز الهضمي: آلام متواصلة في البطن دون سبب طبي واضح، والشعور الدائم بالغثيان والرغبة في التقيؤ، خاصة عند قراءة القرآن أو سماع الرقية (ماذا تعرف عن السحر المأكول والسحر المشروب؟ وما هي اهم اعراضهما؟ – عالم السحر والجمال). أحيانًا يحدث تقيؤ مستمر في بداية الحالة (لكن ليس في كل الحالات)، معكثرة الغازات والانتفاخ في البطن بشكل ملحوظ (ماذا تعرف عن السحر المأكول والسحر المشروب؟ وما هي اهم اعراضهما؟ – عالم السحر والجمال). قد يشكو المريض أيضًا منحرارة أو حرقة في المعدة، أو يشعر وكأن هناك كتلة أو شيئًا عالقًا في الحلق أو المريء خصوصًا وقت الرقية.
  • أعراض جسدية أخرى: تغير مفاجئ في الشهية؛ فقدان الرغبة في الأكل (في بعض الحالات) أو العكس.إمساك مزمن غير مبرر طبيًا (أحيانًا يحصل). عند النساء قد تزدادآلام الدورة الشهرية بشكل غير معتاد. أيضًا قد يظهر على الوجه شحوب أو سواد في الجلد خاصة أثناء الرقية، ثم يعود اللون إلى طبيعته بعد خروج السحر أو إبطاله. بعض المرضى يُبلغون عن ضعف في البصر أو رؤية وميض وبريق غريب أمام أعينهم، وأحيانًا رؤية خيالات كخيوط أو عقد عند إغماض العينين، وهذا ورد كعرض في حالات السحر المأكول والمشروب. من العلامات الملحوظة أيضًاصداع شديد ومستمر لا يستجيب للعلاج المعتاد.
  • اضطرابات نفسية وسلوكية: تدهور مفاجئ في الحالة النفسية بدون سبب منطقي؛ مثل شعور مستمر بـالضيق والاكتئاب أوسرعة الغضب والانفعال الزائد على غير العادة (قيل بأني أعاني من سحر مأكول، فما العمل). كذلك يشعر المسحور بنفور شديد من الصلاة والعبادة، فيصعب عليه التركيز في الصلاة أو قد يشعر بضيق في صدره وبكاء غير مبرر عند محاولة الصلاة أو سماع القرآن (قيل بأني أعاني من سحر مأكول، فما العمل). هذا العارض الروحاني (النفور من الذكر والعبادة) من أقوى المؤشرات على وجود سحر أو مس. أيضًاالكوابيس المتكررة من الدلائل الممكنة؛ فقد يرى المصاب أحلامًا مفزعة تحتوي على رموز مخيفة كسقوط من مكان عالٍ أو رؤية الجن والحيات ونحوها (قيل بأني أعاني من سحر مأكول، فما العمل)، وغالبًا ما تتكرر هذه الأحلام بصورة مزعجة ليلاً.

من المهم التنبيه إلى أن ظهور بعض هذه الأعراض لا يعني دائمًا وجود سحر؛ فقد تكون لها أسباب صحية بحتة. لذالا بد من التثبت واستشارة أهل الاختصاص الطبي لاستبعاد أي مشكلة عضوية أو نفسية أولًا. ثم إن اجتماع عدة علامات من المذكورة معًا، وخاصةتفاقمها عند سماع القرآن أو الأذان، قد يقوّي احتمال الإصابة بالسحر المأكول أو المشروب. وفي هذه الحالة ينبغي المسارعة إلى العلاج بالطرق الشرعية مع التوكل على الله.

طرق تشخيص السحر المأكول أو المشروب

تشخيص الإصابة بالسحر عمومًا لا يعتمد على تحليل مخبري أو فحص طبي تقليدي، بل يتممن خلال الملاحظة والمعاينة الروحانية. يواجه المصاب أحيانًا حيرة في التفريق بين المرض العضوي والسحر، ولكن هناك منهجية يمكن اتباعها للتأكد قدر الإمكان من وجود السحر المأكول أو المشروب:

  1. استبعاد الأسباب العضوية والنفسية: كما ذكرنا، الخطوة الأولى هي الفحص الطبي للتأكد من أن الأعراض ليست ناتجة عن مرض عضوي في الجهاز الهضمي (مثل القرحة أو الالتهابات) أو اضطراب نفسي. إجراء التحاليل والصور اللازمة مهم لاستبعاد هذه الاحتمالات قبل الجزم بوجود سبب روحاني.
  2. المراقبة عند الرقية الشرعية: إنالرقية الشرعية (وهي تلاوة آيات من القرآن والأدعية على الشخص بنيّة الشفاء) هي أداة تشخيصية فعّالة أيضًا. عند قراءة القرآن على المصاب أو تشغيل آيات الرقية في المنزل،يلاحظ تأثير غير طبيعي إذا كان هناك سحر. على سبيل المثال، قد يشعر المصاببزيادة مفاجئة في الغثيان أو ألم المعدة أو بالرغبة في التقيؤ أثناء الرقية (قيل بأني أعاني من سحر مأكول، فما العمل). وربما تحدثتشنجات أو تنميل في أطراف معينة من الجسم، أوضيق شديد في الصدر وبكاء دون إرادة عند سماع آيات معينة. إن ظهور هذه التغيّرات القوية عند الرقية مؤشر قوي على تأثر الشخص بالسحر. وكثيرًا ما يقوم الراقي (المعالج بالقرآن) بسؤال المريض عن أحاسيسه خلال القراءة؛ فإذا أفاد المريض بشعور غير معتاد كدوار أو ألم مركّز في المعدة، فقد يشخِّص الراقي الحالة على أنهاسحر مأكول أو مشروب بناءً على تلك العلامات (قيل بأني أعاني من سحر مأكول، فما العمل).
  3. الأحلام والرؤى: قد يستدل بعض الرقاة بما يراه المريض في منامه كمؤشر على نوع السحر. فمثلًا،رؤية الطعام أو الشراب الملوث في المنام أو حلم تناول شيء كريه قد ترتبط بالسحر المأكول. كذلك رؤية الرموز المخيفة (كالحيّات أو العقد) قد تعزز الاشتباه. لكنلا يُعتمد على الأحلام وحدها في التشخيص؛ إذ قد تختلط بأضغاث الأحلام.
  4. اختبارات مبسطة في المنزل: يُنصح أحيانًا بأن يقوم الشخص بنفسه بقراءة الرقية على ماء نظيف والشرب منه على الريق؛ فإن كان مصابًا بسحر مأكول فقد يشعر بألم أو رغبة في الاستفراغ بعد ذلك. بعضهم يستخدم أعشابًا مُسهلة (سنذكرها في قسم العلاج) بشكل مدروس للشرب بعد القراءة عليها، فإذا خرجت مادة غريبة مع القيء أو البول أو البراز دلّ ذلك على السحر. على كل حال، هذه الأمور يجب أن تتم بحذر ويفضل تحت إشراف معالج موثوق لتجنب أي ضرر صحي.
  5. استشارة راقٍ موثوق: في حال الشك، يمكن استشارة معالج بالرقية الشرعية معروفبالالتزام والسمعة الحسنة. سيكون لديه خبرة في رصد العلامات الفارقة للسحر المأكول. ينبغي التأكيد علىموثوقية الراقي وأمانته؛ فبعض المدّعين قد يوهمون المريض بوجود سحر لجني منفعة مادية. الراقي الثقة هو الذي يستخدم القرآن والأدعية المشروعة فقط في التشخيص والعلاج،دون شعوذة أو معلومات غيبية. إذا أخبر الراقي المتمرس عن وجود سحر مأكول بناءً على ما ظهر له من أعراض خلال الرقية، فعلى المريض أن يأخذ بالأسباب في العلاج ويتوكل على الله.

باختصار،التشخيص يعتمد على مجموعة من القرائن: اجتماع الأعراض المميزة، وتأثر المريض الواضح عند الرقية، وعدم وجود تفسير طبي للحالة. عندها يُرجح الإصابةبالسحر المأكول أو المشروب. ومع هذا الترجيح ينبغي للمصاب بدء رحلة العلاج بالرقية الشرعية فورًا، وعدم إهمال حالته أو الاستسلام للخوف.

علاج السحر المأكول أو المشروب بالرقية الشرعية

(آيات إبطال السحر المأكول والمشروب والمدفون.. اقرأها على الماء للعلاج فورا والتحصين)الرقية الشرعية هي الوسيلة الأساسية والمضمونة لعلاج السحر بجميع أنواعه بما في ذلك السحر المأكول أو المشروب. وهي علاج روحاني يعتمد على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يدخل فيها أي ممارسات شركية أو شعوذة. يهدف العلاج بالرقية إلىإبطال أثر السحر وإخراج ما تبقى منه من الجسد بإذن الله تعالى، مع تحصين المريض من أي اعتداءات روحانية جديدة. فيما يلي خطوات وأساليب علاج السحر المأكول أو المشروب بطريقة شرعية وآمنة:

  • التهيئة الإيمانية والنفسية: على المريض أولًا أن يُحسن التوكل على الله ويوقن بأن الشفاء بيده سبحانه. ليعلم أن القرآن الكريم شفاء ورحمة للمؤمنين، وأن اللهلطيفٌ بعباده لن يخذله إذا لجأ إليه بيقين. تقوية الصلة بالله عبر الصلاة في وقتها، والإكثار من الاستغفار، وترك المعاصي هي أساس الشفاء. كما ينبغي إزالة أي تمائم أو أحجبة غير مشروعة قد يكون المريض استعان بها سابقًا، والتوبة من أي ذنب يتعلق بالسحر (كزيارة السحرة أو تصديقهم فيما مضى).
  • البدء بالرقية الشرعية: يمكن للمصاب أن يرقينفسه بنفسه وهذا أفضل وأنفع إن استطاع، أو يطلب المساعدة من راقٍ صالح موثوق. تبدأ الرقية بـالوضوء وطيب المجلس واستحضار نية الشفاء. ثم قراءة ما تيسر من آيات القرآن بصوت مسموع على المريض (إن كان يرقيه شخص آخر) أو على نفسه. وينصح بالتركيز علىآيات الرقية المشهورة لعلاج السحر، ومنها:
    • سورة الفاتحة (أم الكتاب) سبع مرات أو أكثر بقصد الشفاء.
    • آية الكرسي من سورة البقرة:📖«اللّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ…» (البقرة: 255). فهي أعظم آية في القرآن وفيها حفظ من كل أذى.
    • آخر آيتين من سورة البقرة:📖«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ…» إلى نهاية السورة. ورد في الحديث الشريف أن قراءتهما ليلًا كافية لحفظ الإنسان من الشرور.
    • سورة البقرة كاملةً قدر المستطاع: فإن لم يستطع المريض قراءتها كاملة في جلسة واحدة، يمكنه تقسيمها على أيام مع الاستمرار اليومي. سورة البقرة لها تأثير عظيم في إبطال السحر؛ قال النبي ﷺ:«اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» أي السحرة (آيات إبطال السحر المأكول والمشروب والمدفون.. اقرأها على الماء للعلاج فورا والتحصين). فلا يقدر ساحر ولا شيطان على الصمود أمام تلاوة البقرة بشكل منتظم.
    • آيات إبطال السحر الخاصة في القرآن: وهي الآيات التي ذُكرت فيها قصة موسى عليه السلام مع سحرة فرعون، وينصح بها العديد من أهل الرقية لأنها تتضمن إبطال السحر بقدرة الله. وأبرزها:
    • 📖«وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ۝ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ» (الأعراف: 117–119).
    • 📖«قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ۝ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ» (يونس: 81–82).
    • 📖«قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ ۝ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ» (طه: 68–69).
    • سورة الإخلاص والمعوذتين (الفلق والناس): تُقرأ كل منها ثلاث مرات أو أكثر. فهذه السور عظيمة الشأن في الرقية، وقد أوصى بها النبي ﷺ جبريلُ حين رَقاه بها لفك السحر الذي تعرض له صلى الله عليه وسلم. وجاء في الحديث أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ المعوذات وينفث في كفيه ويمسح بهما جسده.
  • الأدعية النبوية والرقى المأثورة: إلى جانب تلاوة القرآن، تُستحب الرقيةبالأدعية الواردة في السنة والتي تحمل معاني الاستشفاء والتحصين. من هذه الأدعية المباركة:
    • «بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ». وقد ورد أن جبريل عليه السلام رقَى بها النبي صلى الله عليه وسلم عندما مرض.
    • «اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً» (دعاء عظيم يدعى به للمريض).
    • «أعوذُ بكلماتِ الله التاماتِ من شرِّ ما خلق» (يكرر صباحًا ومساءً للتحصين).
    • «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» (ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً).
    • يجوز للمصاب أيضًا أن يدعو الله بخير الدنيا والآخرة وأن يكشف الضر عنه بأي صيغة دعاء يرتاح لها قلبه، فالدعاء باب مفتوح لا يرد من أخلص فيه لله.
  • النفث على الماء والزيت والعسل: من وسائل العلاج المتبعة في الرقية الشرعيةاستخدام الماء المقروء عليه القرآن. يقرأ الراقي أو المريض الآيات والأدعية السابقة على ماء نظيف (يفضل ماء زمزم إن توفر) مع النفث فيه خلال القراءة وبعدها. ثم يُستخدم هذا الماء بعد ذلكللشرب والاغتسال: يشرب المريض منه عدة مرات في اليوم، ويغتسل أو يمسح جسده بما تبقى منه. وينبغي التنبيه علىاحترام الماء المرقي؛ فلا يراق في أماكن النجاسة أو دورات المياه إنما في تراب طاهر إن بقي منه شيء. كذلك يمكن القراءة علىزيت زيتون واستخدامه دهانًا لجسد المريض، خاصة منطقة البطن والصدر ومكان الألم. وأيضًاالعسل الطبيعي والحبة السوداء (حبة البركة) من الأطعمة المباركة التي ورد في السنة أنها شفاء، فيستحب قراءة القرآن عليها وتناولها. على سبيل المثال: يمكن خلط ملعقة من العسل وأخرى من مطحون الحبة السوداء في كوب ماء مقروء عليه، ويشربه المريض على الريق يوميًا. هذه الخلطة جمعت بين العلاج القرآني والنبوي، ففي القرآن ذكر العسل:«فيه شفاءٌ للناس»، والحبة السوداء أخبر النبي ﷺ بأنها«شفاء من كل داء إلا السام» (أي الموت).
  • استخدام الأعشاب المساعدة على الاستفراغ: بما أن السحر المأكول أو المشروبيستقر عادةً في المعدة أو الأمعاء، فإن إخراجه من الجسم يعد خطوة مهمة لإبطال أثره نهائيًا. ينصح بعض العلماء والمعالجين باستعمال بعض الأعشاب الملينة أو المقيئة تحت إشراف مختص لإخراج السحر. من أشهر هذه الأعشابالسنا مكي (السَّناء) وهي ورق عشبي معروف بقدرته على التطهير والإسهال الآمن إذا استخدم بجرعة مناسبة. يمكن غلي أوراق السنا المكي مع ماء كافٍ وقراءة الرقية الشرعية على هذا الماء ثم شربه على معدة فارغة. كذلك يُذكر استخدامعشبة الراوند أوالعرقسوس أوالريحان بكميات بسيطة مع السنا. هذه الأعشاب تساعد على حدوث إسهال أو قيء (حسب طبيعتها) مما يؤدي إلى طرد المواد الضارة من الجسم. وقد ورد في نصائح بعض أهل العلم:شرب الماء المغلي بالأعشاب النافعة مع قراءة القرآن عليه لطرد السحر من البطن (المس عن طريق التوكال). فإذا وفق الله لخروج السحر عبر القيء أو البرازبَطُلَ مفعوله بإذن الله (المس عن طريق التوكال)، وزال تأثيره عن المسحور. ويلاحظ المصاب حينها شعورًا بالارتياح وزوال كثير من الأعراض المزعجة التي كان يعاني منها. من المهم استخدام هذه الأعشاب بحذر ودون إسراف، واستشارة طبيب أو خبير أعشاب إذا كان المريض يعاني من مشاكل صحية مزمنة للتأكد من ملاءمتها لحالته.
  • الصبر والمداومة على العلاج: العلاج بالرقية الشرعية قد يكونسريع الأثر في بعض الحالات فيبطل السحر خلال أيام قليلة، وقد يستغرق وقتًا أطول في حالات أخرى وفقًا لمشيئة الله وحكمة ابتلائه. على المريض وأهلهالتحلي بالصبر وعدم اليأس. فالرقية مثل الدواء ينبغي المواظبة عليها مرارًا وتكرارًا حتى يمنّ الله بالشفاء. يفضل ترتيب برنامج علاجي منتظم؛ كأن تُقرأ الرقية كاملة على المريض مرة أو مرتين كل يوم، مع شرب الماء المرقي صباحًا ومساءً، ودهن مواضع الألم بالزيت المرقي قبل النوم. أيضًا حضور القلب والتدبر أثناء الرقية يعزز تأثيرها؛ فليحرص المريض أن يكون متيقنًا أثناء سماعه أو قراءته للقرآن بأن الشفاء منه سبحانه.
  • الاستعانة بالحجامة (إن لزم الأمر): بعد تأكد إبطال السحر وخروجه، يُنصح أحيانًا بعملالحجامة للمريض خصوصًا في المواضع التي تأثرت بالسحر (كأسفل الظهر لمن عانى ألمًا فيه أو أعلى الظهر إن شعر بثقل فيه). الحجامة تعمل على إخراج الدم الفاسد وتنشيط الدورة الدموية وقد تُخرج بقايا أثرت عليها الطاقة السلبية للسحر. لكن ينبغي أن تُجرى على يد متخصص وبحذر، وبعد استعادة المريض شيئًا من عافيته، ويفضل بعد انتهاء مرحلة القيء والإسهال وتوقف الأعراض الحادة.
  • المتابعة والتحصين المستمر: حتى بعد زوال أعراض السحر والشعور بالشفاء، يجب عدم التهاون فيالتحصين والوقاية (سنفصل ذلك في القسم التالي). المواظبة على الأذكار اليومية وقراءة القرآن في البيت ستمنع بإذن الله عودة الأذى مرة أخرى. كما يُستحب شكر الله على نعمة الشفاء بأعمال صالحة كالصدقة أو صيام يوم تطوعًا، فإن الشكر يحفظ النعم ويزيدها.

باختصار،علاج السحر المأكول أو المشروب ممكن وميسور بإذن الله لمن التزم بالرقية الشرعية وصبر واحتسب. تلك الوسائل مجرَّبة عبر الزمن وأثبتت نجاحها في شفاء حالات كثيرة بلطف الله. والأهم هو بقاء المريض في أجواء إيمانية إيجابية، بعيدًا عن الخوف والوساوس، قريبًا من الله بالدعاء والذكر، فهذا بحد ذاته نصف العلاج.

علاج السحر
علاج السحر المأكول

نصائح لتحصين النفس من السحر يوميًا

إنالوقاية خير من العلاج. في ختام حديثنا، يجدر بنا توضيح أساليب التحصين اليومي التي يحمي بها المسلم نفسه وأهله من شرور السحر والحسد والعين قبل وقوعها. هذه التحصينات بمثابةدرع واقٍ يجعل الإنسان في حصن حصين بإذن الله من كيد الشياطين والسحرة. وإليك أهم النصائح المجربة في تحصين النفس وفق الهدي النبوي:

  • المحافظة على الأذكار اليومية صباحًا ومساءً: أذكار الصباح والمساء هي حصن للمؤمن يُrenew صلاته بالله كل يوم. تتضمن هذه الأذكار آياتٍ وأدعية قوية للحفظ. على المسلم قراءتها بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب أو العصر. ومن أهم ما يقال فيها: آية الكرسي مرة واحدة كل صباح ومساء، وسورة الإخلاص والفلق والناس (كل منها ثلاث مرات)، ودعاء«بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء…» ثلاثًا، ودعاء«أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» ثلاثًا، وغيرها مما ورد في كتيبات الأذكار. هذه الأذكار بمجموعها تحفظ المرء بإذن الله من الشرور طوال يومه وليله إذا أداها بإخلاص وانتظام (المس عن طريق التوكال).
  • المواظبة على قراءة المعوِّذات بعد الصلوات وفي الأوقات المهمة: بعد كل صلاة مفروضة، يستحب قراءة سورة الإخلاص والفلق والناس (مرة واحدة بعد الظهر والعصر والعشاء، وثلاث مرات بعد الفجر والمغرب كما ورد). كذلك قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تعد سببًا للحماية حتى الصلاة التالية. وعند النوم، يُسن قراءة آية الكرسي مرة وسورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات مع النفث في الكفين ومسح ما استطاع من الجسد، اقتداءً بفعله ﷺ. ثبت في الحديث الصحيح أن من قرأ آية الكرسي في الليل«لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح» (المس عن طريق التوكال)، فليحرص المسلم على ذلك كل ليلة.
  • تلاوة القرآن الكريم بانتظام في البيت: إنقراءة القرآن في المنزل تطرد الشياطين وتمنع تأثير السحر بإذن الله. وخاصة سورة البقرة، فقد جاء في الحديث:«لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة». اجعل لنفسك وردًا يوميًّا ولو قليلًا من القرآن، وحبذا لو اجتمع أهل البيت على قراءة جماعية أو استماع لتلاوة مرتلة كل يوم. هذا المناخ القرآنييضعف كيد الساحر والشياطين قبل أن يصل إليك.
  • المداومة على التحصينات النبوية في كل حال: علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أدعية وأذكارًا تقال في مواضع كثيرة للحفظ: عند دخول المنزل والخروج منه (بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله)، عند دخول الخلاء (دعاء الدخول) والخروج منه، عند ركوب الدابة أو السيارة، عند نزول منزل أو فندق («أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»)، وغيرها. هذه التحصينات بمثابةبرنامج يومي يحصّن الإنسان من كل جهة. فمن كان يذكر الله في كل أحواله، يصعب جدًا أن يخترقه ساحر أو يؤذيه شيطان، لأنذكر الله تعالى سياج متين حول عبده المؤمن (المس عن طريق التوكال).
  • البعد عن المعاصي والحرام: على المسلم أن يدرك أن المعاصي تُضعف التحصين الروحاني. فالذنوب تجعل الإنسان عرضة لهجمات الشياطين، لأنها تفتح ثغرات في هذا السياج الحامي.التوبة المستمرة من الذنوب، والحرص على طاعة الله، له أثر عظيم في الحفظ. من ذلك أيضًا تطهير البيت من المنكرات كالأغاني الصاخبة المحرمة أو الصور المعلقة المنافية للآداب، فهذه قد تكون بوابات لضعف التحصين. واستبدالها بالتسبيح والقرآن والجو الإيماني يقطع الطريق على الشيطان.
  • التوكل على الله حق التوكل: بعد القيام بكل ما سبق من تحصينات، يبقى أمر مهم وهو صدق الاعتماد على الله. فمن توكل على الله كفاه وحماه. يقول تعالى:﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾، أي كافيه. فاجعل يقينك دائمًا أن الله هو الحافظ والمعين، ولا تستسلم للخوف أو الوسواس من السحر.الثقة بالله تبطل سحر الخوف نفسه الذي قد يصنعه الشيطان في النفس. كن متفائلًا بفضل الله وعنايته، واسأله عز وجل أن يحميك ويحفظك من كل سوء.
  • الدعاء والتحصين الجماعي: اجتمع مع أسرتك من حين لآخر للدعاء الجماعي والتحصين المشترك. كأن يجتمع الوالدان والأبناء فيجلسون بعد صلاة المغرب مثلاً لقراءة أذكار المساء معًا بصوت مسموع، أو يدعو الأب وتؤمِّن الأسرة خلفه على دعائه.البيت الذي يُذكر فيه الله بيتٌ محفوظ، تسكنه الملائكة وتغشاه الرحمة. في ظل هذه الأجواء،يصعب جدًا اختراق الحصن الأسري المتماسك بالله.

في الختام، نؤكد أنعلاج السحر المأكول أو المشروب ممكن بفضل الله لمن اتبع الطرق الشرعية والصحيحة، وأنالوقاية والتحصين هما خط الدفاع الأول لمنع وقوع السحر من الأساس. هذا المقال بمثابة دليل مبسط لكل من يعاني أو يخشى من السحر، ليعلم أن الشرع الحنيف لم يتركنا هملاً في مواجهة هذه الابتلاءات، بل أرشدنا إلى ما فيه الشفاء والأمان. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي كل مبتلى، وأن يحفظنا جميعًا بحفظه، إنه خير حافظًا وهو أرحم الراحمين. واعلموا أنالأخذ بالأسباب واجب مع الاعتقاد بأن الشافي هو الله وحده، فاجتهدوا في ذكره وتقربوا إليه، تكفيكم كفاية الذين لجأوا إلى ركنه الشديد فكفاهم. والله تعالى أعلم. (المس عن طريق التوكال) (قيل بأني أعاني من سحر مأكول، فما العمل)

تابعني على وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *