السحر وآثاره من المواضيع الحساسة التي تشغل بال الكثيرين في منطقة الخليج العربي. فكم من شخص شعر بتغيرات غريبة في حياته أو صحته وظن أنها قد تكون بسبب السحر!الأعراض الشائعة للسحر وكيفية علاجها بالقرآن موضوع يحتاج إلى فهم واعٍ تفريق دقيق بين ما هو سحر حقيقي وما قد يكون مجرد اضطرابات نفسية أو عضوية.
في هذا المقال الواقعي والتوعوي، نستعرض أهم العلامات الروحانية والجسدية والنفسية التي قد تدل على الإصابة بالسحر، وكيف يمكنعلاج السحر بالقرآن الكريم من خلال الرقية الشرعية الصحيحة. سنوضح أيضًا الفرق بين أعراض السحر والأمراض النفسية الشائعة، ونبيّن الطرق الشرعية للكشف عن السحر والتعامل معه بحكمة. والأهم من ذلك، سنتحدث عن دور الرقية الشرعية الصحيحة في العلاج، مع الإشارة بشكل واقعي إلىدور الشيخ الروحاني أبو عبادة الهاشمي في مساعدة العديد من الحالات بالطرق المباحة شرعًا دون أي تجاوزات.
تابع معنا هذا الدليل الشامل الذي يخاطبك بلغة عربية فصحى مبسطة تناسب الجميع، ليكون مرجعك لفهم السحر والتعامل معه بما يرضي الله وينفعك في حياتك.

فك السحر
القرآن الكريم هو العلاج الأمثل لكل أنواع السحر والحسد بإذن الله، الرقية الشرعية تعتمد على آياته المباركة في الشفاء.
السحر في الإسلام: قبل الخوض في الأعراض، من المهم أن نعرف ما هو السحر في المفهوم الإسلامي. السحر عبارة عن ممارسات خفية يقوم بها الساحر للاستعانة بالشياطين بهدف إيذاء الناس أو تغيير أحوالهم، وهوذنب عظيم وجرم حقيقي نهى عنه الدين الإسلامي بشدة. فقد ورد في القرآن الكريم ذمّ السحر والسحرة في قوله تعالى:﴿وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾، مما يدل على خطورته وأن عاقبته الخيبة والخسران.
والسحرحقيقة يمكن أن تصيب الإنسان بإذن الله الكوني ابتلاءً، فيؤثر على بدنه أو عقله أو مشاعره. لكن في المقابل جعل الله العلاج متاحًا عبر كتابه الكريم وسنة نبيه، فرغم خبث السحر إلا أنهليس أقوى من كلام الله تعالى.
كثير من المجتمعات الخليجية تؤمن بوجود السحر وتحرص على التحصن بالرقية والأذكار منه، وهذا أمر طيب إذا التزم بالطريق الشرعي بعيدًا عن الخرافات. في الفقرات التالية سنسلط الضوء على أبرز أعراض السحر الشائعة، وكيفية التفريق بينها وبين الأمراض الأخرى، ثم ننتقل لبيان طرق علاجه بالقرآن خطوة بخطوة.
الأعراض الروحانية والجسدية والنفسية للسحر
قد يتجلى تأثير السحر على الإنسان في صورة أعراض متعددةروحانية وجسدية ونفسية. معرفة هذه الأعراض تساعد في الاشتباه بوجود سحر من عدمه، خاصة إذا تكررت بشكل ملحوظ دون تفسير طبي واضح. فيما يلي نستعرضها مقسمة حسب النوع:
- الأعراض الروحانية السحر: قد يشعر المسحور بنفور شديد من العبادة وكل ما يتعلق بالدين؛ فمثلًايصعب عليه التركيز في الصلاة، أو يضيق صدره عند سماع القرآن بشكل غير معتاد. من العلامات الروحانية أيضًا كثرةالكوابيس المزعجة كرؤية الحيوانات المخيفة (كالكلاب السوداء أو الثعابين) في المنام بشكل متكرر، والشعور بحب Presence “وجود غريب” أو رؤية خيالات وأشباح لا يراها غيره. أحيانًا يتخيل المسحور أمورًا لم تقع وكأنها حدثت فعلاً، وهذا من تأثير السحر على العقل. وقد يرافق ذلك إحساس بالخوف غير المبرر أو سماع وساوس وهمسات تدعو لإيذاء النفس أو كراهية الآخرين. على سبيل المثال،يشعر البعض بضيق مفاجئ عند قراءة آية الكرسي أو المعوذات دون سبب واضح، وكأن شيئًا داخله يقاوم سماع القرآن. هذه كلها إشارات روحانية قد تدل على وجود سحر أو مس شيطاني.
- الأعراض النفسية للسحر: يتعرض المسحور عادةً لتقلبات حادة في المزاج والحالة النفسية.الاكتئاب الشديد والقلق المستمر من أبرز علامات السحر، خاصة إذا ظهر بشكل مفاجئ ولم يستجب للعلاج النفسي المعتاد. يشعر المسحور بحزن وضيق بلا سبب واضح، ويميل إلىالعزلة والانطواء. من جهة أخرى، قد تنتابه نوبات غضب حادة وصراخ أو بكاء فجائي دون مبرر، ويصبح سريع الانفعال على أتفه الأمور (وهذا يُلاحظ من قِبل أسرته).كره الأشخاص المقربين أيضًا وارد؛ فكثيرًا ما نسمع عن زوج فجأة بات يكره زوجته ولا يطيق رؤيتها دون سبب، أو أمّ أصبحت تنفر من طفلها بشكل غير معتاد – قد يكون ذلك سحر تفريق أو سحر تعطيل. كذلك من الأعراض النفسيةالشرود الذهني المستمر والنسيان الكثير حتى في أمور مهمة، وقد يشكو المسحور من سماع أصوات غريبة تكلمه حين يكون وحيدًا أو يشعر وكأنه مراقب. الجدير بالذكر أن هذه الاضطرابات النفسية تشبه إلى حد ما أعراض بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب الحاد أو الفصام، لذا لا بد من التأكد والتفريق كما سنوضح لاحقًا.
- الأعراض الجسدية للسحر: المرض الجسدي المفاجئ الذي يعجز الأطباء عن تشخيصه من أكثر دلالات السحر شيوعًا. قد يعاني المسحور من آلام متنقلة في أنحاء الجسملا تستجيب للعلاج الطبي، مثل صداع مستمر قوي خاصة في مؤخرة الرأس، أو آلام في المعدة غير مبررة طبياً (سحر مأكول أو مشروب). بعضهم يشعربخمول شديد وثقل في الأطراف أو تنميل في الجسم دون سبب واضح، بحيث يصعب عليه القيام بأبسط المهام اليومية. ومن العلامات الملفتة أيضًابرودة الأطراف الشديدة أو حرارة مفاجئة في الجسم لا تتوافق مع الحالة الصحية العامة للشخص. في حالات سحر تعطيل الزواج أو الإنجاب، قد تظهر أعراض عضوية خاصة؛ كاضطراب الدورة الشهرية للمرأة بشكل غير معتاد، أو العقم وعدم حدوث الحمل لدى الزوجين الأصحاء طبيًا. كذلكضعف الشهية المفاجئ والنفور من الطعام، أوزيادة التعرق والتبول بكثرة بدون أسباب عضوية واضحة، كلها أعراض أبلغ عنها كثيرون من المصابين بالسحر. أما العلامة الجسدية الأشهر في سحر التفريق بين الزوجين فهيعدم قدرة الزوج على جماع زوجته بشكل مفاجئ (ربط الرجل عن زوجته)، أو الشعور بحاجز يمنعه كلما اقترب منها، مع أنه سليم جسديًا وفحوصاته طبيعية. إضافة إلى ذلك قد تظهركدمات زرقاء أو خضراء على الجسد دون ذكرى إصابة، أونزيف مستمر لدى النساء (استحاضة) دون سبب طبي. بطبيعة الحال، ظهور بعض هذه الأعراض لا يعني قطعًا وجود السحر؛ فلا بد من التحري والتأكد كما سنشير.
ملاحظة هامة حول الأعراض
من المهم التأكيد أنهذه الأعراض – سواء الروحانية أو النفسية أو الجسدية – ليست دليلًا قطعيًا على الإصابة بالسحر في كل الأحوال. فهي قد تتشابه مع أعراض أمراض عضوية أو نفسية معروفة. الكثيرون قد يعانون مثلًا من الكوابيس أو الصداع لأسباب صحية بحتة لا علاقة لها بالسحر.
لذلك لا ينبغي الذعر لمجرد الشعور بعَرَضٍ ما، بل يجب النظر للصورة الكاملة:هل تجتمع عدة أعراض معًا؟ هل استمرت لفترة طويلة دون تفسير؟ هل ظهرت فجأة بعد حدث معين مريب؟ إن اجتماع علامات متعددة واستمرارها رغم المحاولات العلاجية الطبية يرفع احتمال وجود سحر.
وهنا ينصح باللجوء إلى الرقية الشرعية للتحقق، وهو ما سنشرح قريبًا بالتفصيل. باختصار، الأعراض إنذار يستدعي الانتباه، لكنها لا تكفي وحدها للتشخيص الحاسم.
الفرق بين أعراض السحر والاضطرابات النفسية
في عصرنا الحديث، ازدادت الأمراض النفسية شيوعًا بسبب ضغوط الحياة، وقد يختلط الأمر على البعض بين ما هو مرض نفسي وما قد يكون نتيجة السحر أو المس.التفريق بين الحالتين ضروري لتحديد خطة العلاج المناسبة دون إضاعة للوقت. فيما يلي بعض النقاط التي تميز السحر عن الاضطراب النفسي:
- المنشأ والأسباب: الأمراض أو الاضطرابات النفسية عادةً ما يكون لهاأسباب واضحة مثل صدمة نفسية، أو وراثة، أو اختلال في كيمياء الدماغ، كما أنها تُشخَّص من قِبل الأطباء المتخصصين بناءً على معايير علمية. أما السحر فسببه خارجي خفي يتمثل في عمل سحري قام به ساحر خبيث بقصد الأذى، وليس له سبب عضوى مباشر في الشخص ذاته.
- الاستجابة للعلاج: الشخص المريض نفسيًا يستجيب عمومًا للعلاج الطبي أو النفسي مع الوقت؛ مثل تناول الأدوية المضادة للاكتئاب أو حضور جلسات العلاج السلوكي. ستجد حالته تتحسن نسبيًا إذا التزم بالخطة العلاجية. في المقابل،المسحور قد لا يتحسن إطلاقًا رغم أخذ العلاجات المناسبة، بل قد تزداد حالته سوءًا بشكل محيّر للطبيب. كثيرًا ما نسمع قصصًا عن أفراد أجروا كل الفحوصات وكانت نتائجهم سليمة، ومع ذلك يستمرون بالمعاناة – هذا قد يكون مؤشرًا على أمر غير مرئي كالسحر.
- التأثر بالقرآن الكريم: وهذه علامة فارقة جدًا. الشخص المصاب بمشكلة نفسية بحتةلا يتأذى عند سماع القرآن، بل قد يشعر بالراحة والسكينة فهذا كلام الله تعالى الشافي للقلوب. أما المسحور (وكذلك الممسوس بالجن)فيتضايق بشدة عند سماع آيات القرآن أو الأذان دون سبب منطقي؛ فقد يصاب بصداع حاد أو يبدأ بالتململ والعصبية، وربما يثور أو يخرج منه صراخ أو يبكي لا إراديًا عند رقية تقرأ عليه. ربما يشتكي أيضًا من آلام غريبة أثناء تلاوة القرآن عليه تختفي بعد التوقف. هذه التفاعلات القوية مع القرآن تميز الحالة الروحانية (سحر/مس) عن الحالة النفسية البحتة.
- ثبات الأعراض vs. تناولها: في المرض النفسي، تكون الأعراضمستمرة أو مرتبطة بمواقف معينة ويمكن تفسير توقيتها. مثلًا نوبة الهلع تحصل عند الانفعال الزائد، الاكتئاب يشتد صباحًا… إلخ. أما في حالة السحر، فالأعراض قدتتغير فجأة وبدون نمط ثابت. أحيانًا يشعر المسحور أنه بخير تمامًا وفجأة ينقلب حاله في لحظة بلا مقدمات. أو تجد أموره تسوءفي أوقات معينة من اليوم أو الشهر دون سبب مفهوم (قد يكون مرتبطًا بتجدد السحر أو حركة القمر كما يزعم السحرة). هذا التذبذب غير الطبيعي قد يومئ إلى تأثير خارجي سحر يتجدد أو جني حاضر.
- وجود دلائل خارجية: المرض النفسي لن تجد معهأدلة مادية سوى ما يقره الفحص الطبي (مثلاً تغير هرمونات في التحاليل). بينما السحر أحيانًا ترافقه أدلة حسية: العثور في بيت الشخص علىطلاسم غريبة أو أحجبة مدفونة في ركن ما، أو خروج أشياء غريبة من جسده أثناء الرقية (مثل خيوط معقودة أو مواد غير طبيعية). هذه العلامات الخارجية يستحيل أن تنتج عن حالة نفسية.
إجمالًا،لا تعارض بين الأخذ بالأسباب الطبية والروحانية معًا. فمن شعر بأعراض غريبة، عليه أولًا استشارة الأطباء واستبعاد الأسباب العضوية أو النفسية المعروفة. فإن أكد الأطباء سلامته ورغم ذلك استمرت المعاناة، هنا يفكر جديًا في احتمال السحر ويتوجه للعلاج بالقرآن. الجمع بين الرقية والعلاج النفسي لمن يحتاجهما معًا أيضًا ممكن ولا ضرر فيه، فكلاهما بإذن الله نافع. النقطة الجوهرية هيعدم إهمال أي جانب: لا نهمل الرقية فنكون قد تركنا علاجًا نبويًا عظيمًا، ولا نغفل الطب فنكون قد قصرنا في السبب المشروع الآخر. حكمة المؤمن أن يتداوى بكافة السبل المشروعة حتى يكتب الله له الشفاء.
الطرق الروحانية لكشف السحر
إذا اشتبه المرء بأنه أو أحد أحبّائه مصاب بالسحر، فهناكأساليب شرعية موثوقة يمكن من خلالها تأكيد أو نفي وجود السحر بعيدًا عن الشعوذة والدجل. إليك أبرز الطرق المباحة والمعتمدة في كشف السحر:
- الرقية الشرعية التشخيصية: تعتبرالرقية الشرعية أول وأهم وسيلة لمعرفة إن كان الشخص مسحورًا أم لا. يقوم الشخص نفسه أو راقٍ موثوقبتلاوة آيات من القرآن الكريم والأدعية المأثورة على المريض بنية الكشف والعلاج. خلال جلسة الرقية، يراقب المعالج والمرض نفسه ما يحدث من تفاعلات. إذا كان هناك سحر (أو مس جني) ستظهر غالبًاعلامات واضحة أثناء الرقية: فقد يشعر المريض بضيق خانق أورعشة مفاجئة في الأطراف، وربما يصرخ أو يبكي دون وعي منه. بعض الحالات يحدث لهاتشنّج أو إغماء عند سماع آيات السحر تقرأ عليها، أو تتكلم على لسانها شخصية أخرى (الجني الموكل بالسحر) وتفصح أحيانًا عن أمور مخفية. وقد يظهر على وجه المريضتغيّر مفاجئ أو نظرات حادة غاضبة لا إرادية. هذه الأعراض أثناء تلاوة القرآنتؤكد بنسبة كبيرة وجود إصابة روحانية. أما إذا كان الشخص سليمًا وليس فيه سحر، فعادة لن يحدث أي شيء غريب خلال الرقية غير الشعور بالاطمئنان أو راحة بسيطة، وربما إحساس بحرارة خفيفة ناتجة عن تأثره الطبيعي بكلام الله. لذا بالرقية هي المحكّ الأساسي.
- العثور على مادة السحر وإتلافها: أحيانًا يكون السحرمدفونًا أو مخفيًا في مكان ما (في البيت، الحديقة، السيارة، ملابس الشخص،…) على هيئة أشياء غريبة: عقد فيها خيوط معقودة، أوراق مكتوب عليها طلاسم غير مفهومة، صور لأشخاص مثبت عليها دبابيس، شعر أو أظافر ملفوفة، أو مواد عضوية كدماء مجففة وغيرها. إن تم العثور على مثل هذه الأشياءفهذا دليل مادي قوي على وجود عمل سحر. حينها يجب إتلاف هذه المواد فورًا بالطريقة الشرعية:يبطل مفعولها بقراءة المعوذات وآية الكرسي عليها، ثم إما تحرق تمامًا أو تفك عقدها وتزال الطلاسم منها وتدفن في مكان ناءٍ نظيف. فكّ وإبطال مادة السحر الملموسة كثيرًا ما يؤدي لشفاء الحالة سريعًا بإذن الله، لأن العقد السحرية تكون قد حُلت. بالطبع، لا ينبغي للمرء أن يبحث بشكل وسواسي في كل زاوية، ولكن إن قادته الرقية أو الأحلام أو القرائن القوية لوجود شيء مخفي، فلا بأس بتفتيش الأماكن المحتملة (مع الدعاء والاستعانة بالله أثناء البحث).
- الاستخارة والدعاء الخالص: في بعض الحالات المعقدة، قد يلجأ المصاب أو أهله إلىصلاة الاستخارة والدعاء الصادق بأن يكشف الله لهم إن كان ما يعانيه الشخص سحرًا أم لا.الاستخارة هنا ليس لمعرفة حكم شرعي بل طلب الدلالة والتيسير من الله عز وجل، فهي طلب الخير منه سبحانه. قد يرى الإنسان بعدها رؤيا صادقة أو يشعر بانشراح للرقية مثلاً. أيضًاالدعاء مهم جدًا: أن يسأل الله بصدق في جوف الليل أن يريه الحق ويصرف عنه شر ما أصابه. وقديستجيب الله بالإلهام أو التيسير فيكشف سبب البلاء بطريق ما غير مباشر. لكن لا يعتمد على هذا الأسلوب وحده، بل يكون مساعدًا مع الرقية والتحري.
- ملاحظة العلامات الخارجية الغريبة: إلى جانب ما سبق، هناكعلامات خارجية إن وُجدت تستدعي الشك بوجود سحر: مثلاً إذا بدأت تظهر في البيتروائح كريهة جدًا بدون سبب ولا تختفي، أو وجد أهل البيتطلاسم وأوراق غريبة مرمية أمام باب المنزل باستمرار، أو لاحظواسلوكًا مريبًا من شخص ما (كأن يرش مسحوقًا أمام عتبة البيت أو يدفن شيئًا في حديقته ليلًا). كذلك ظهورشخصيات غريبة تسأل بشكل غير معتاد عن أهل البيت أو تتردد بلا سبب مفهوم. هذه الأمور قد تكون إشارات إنذار لوجود عمل سحري يقوم به أحدهم. لكن نكرر،لا يجزم بالسحر إلا بعد التحقق بالرقية أو وجود أدلة حسية كما ذكرنا.
باتباع هذه الأساليب الشرعية بحرص، ستتمكن بإذن الله منتشخيص الإصابة بالسحر من عدمها بطريقة آمنة وصحيحة. وإذا ثبت وجود السحر فالخطوة التالية هي المباشرة بالعلاج القرآني دون تأخير، وهو ما سنفعله في الفقرة التالية.
كيفية علاج السحر بالقرآن الكريم
العلاج بالقرآن الكريم(الرقية الشرعية) هو الحل الأمثل للمصابين بالسحر، وهو علاج فعّال بإذن الله متى ما أُخذ بالأسباب الصحيحة وصاحَبَه يقين وتوكل على الله. فيما يلي خطوات عملية ونصائح لكيفية فك السحر وعلاجه باستخدام القرآن والأدعية الشرعية:
تلاوة القرآن الكريم والأدعية المأثورة هي الركيزة الأساسية لعلاج السحر، حيث يبطل السحر بقوة كلام الله عز وجل.
1. التوبة والتوحيد الصحيح: قبل بدء العلاج، على المريض وأهله تجديدالتوبة إلى الله من أي ذنب وتعزيز عقيدة التوحيد في قلوبهم. فالساحر لا يُبطله أعظم منالالتجاء الصادق إلى الله والابتعاد عن المعاصي التي قد تكون بابًا لتسلط الشياطين. ليعلم المسحور أن ما أصابه تم بإذن الله لحكمة، وأن الشافي هو الله وحده. تقوية الإيمان وحسن التوكل تجعل القرآن بإذن الله أثره أقوى وأسرع. أيضًاالتخلص من أي تمائم أو أحجبة أو أمور شركية كانت تستخدم قبل ذلك هو أمر ضروري لضمان رضا الله ورفع البلاء.
- الرقية الشرعية المكثفة: يشرع للمسحور أن يعالج نفسهبالرقية الشرعية؛ فيقرأ آيات القرآن على بدنه وماء يشربه، أو يذهب إلى راقٍ أمين موثوق في دينه وعلمه ليساعده. من أهم ما يُقرأ لـ علاج السحر بالقرآن:
- سورة الفاتحة سبع مرات؛ فهي أم الكتاب ورقية عظيمة.
- آية الكرسي من سورة البقرة (آية 255) تكرارًا؛ لأنها تحفظ من الشياطين.
- آخر آيتين من سورة البقرة كل ليلة، ففي الحديث الشريف:“من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه” (أي كفتاه المكروه).
- سورة الإخلاص والمعوذتين (الفلق والناس) ثلاث مرات أو أكثر؛ فقد أوصى بهن النبي ﷺ للعلاج والتحصين، وقال:“لم يتعوذ المتعوذون بمثلهن”.
- آيات إبطال السحر الواردة في القرآن: وأشهرها قول الله تعالى في قصة موسى:﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ…﴾ الآية (سورة يونس، الآية 81-82). كذلك الآيات من سورة طه:﴿إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾. هذه الآيات تضرب السحر في الصميم بإذن الله.
- يُستحب أيضًا قراءةسورة البقرة كاملة قدر المستطاع على المصاب وعلى أرجاء المنزل؛ فهي بركة ولا تستطيعها البطلة (أي السحرة)، وفيها قول الله تعالى:﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ…﴾ إلى آخر الآيات التي تفضح فعل السحر.
يقوم الراقي أو المريض نفسهبتكرار هذه الآيات والقراءات بخشوع ويقين حتى تظهر علامات التحسن. قد يستغرق الأمر عدة جلسات منتظمة (يومية أو شبه يومية) حسب شدة الحالة. من الجيد استخدامالنفث (النفخ الخفيف مع رذاذ يسير من الريق) أثناء القراءة على ماء أو زيت زيتون، ثم يشرب المريض من الماء ويدهن جسده بالزيت المقروء عليه. ثبت عن بعض السلف قراءة آيات الرقية علىماء وسدر مطحون (سبع ورقات سدر خضراء) ثم يغتسل به المسحور، وهذا ورد عن ابن باز كعلاج مجرب لا بأس به. المهم هواستمرار الرقية بدون يأس: قد يشعر المريض بضغط وتعب أول الأمر لكن عليه الصبر، فكثير من الحالات احتاجت أسابيع أو أشهر من الرقية المكثفة حتى منَّ الله بالشفاء الكامل.
- التحصين المستمر بالأذكار: إلى جانب جلسات الرقية، لا بد للمسحور أن يحصّن نفسهبأذكار الصباح والمساء والنوم يوميًا بلا انقطاع. هذه الأذكار بمثابة درع تحميه من تجدد السحر أو عودة الأذى. ومن أبرزها: آية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم، قراءة المعوذات ثلاثًا صباحًا ومساءً، قول “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء…” ثلاث مرات صباحًا ومساءً، وغيرها من الأذكار الصحيحة. كذلكالمحافظة على الصلاة في وقتها والوضوء الدائم قدر المستطاع، فالشياطين تكره ذلك. الإكثار من قول “حسبي الله ونعم الوكيل” ولا حول ولا قوة إلا بالله” فيه تفويض الأمر لله واستمداد للقوة منه سبحانه. هذه التحصينات تضعف تأثير السحر تدريجيًا وتمنع الشياطين من العبث بالمصاب.
- إزالة آثار السحر المادية إن وجدت: كما ذكرنا، لو وُجدت مادة السحر (حجاب، عقد، تميمة) فيجب إبطالها. بعد رقية مكثفة قديهدي الله أحد أفراد الأسرة لرؤية مكان السحر في المنام أو بالصدفة أثناء التنظيف… ينبغي عندها استخراجهبحذر (مع الاستعاذة بالله)، ثم اتباع طريقة الإتلاف الشرعية: قراءة آيات إبطال السحر عليه مباشرة، فك العقد إن وُجدت، محو الكتابات غير المفهومة بماء وزعفران مثلاً، ثم حرقه تمامًا أو دفنه بعد تفتيته. إتلاف مادة السحر يحرر المربوط ويزيل الأثر كليًا في كثير من الأحيان. إن لم يُعثر على شيء مادي، يكفي الاستمرار في الرقية والتحصين، سيبطل السحر حتمًا ولو بقي في مكانه مجهولًا، لأن قوة القرآن لا يثبت أمامها سحر أبدًا.
- الصبر وعدم الاستعجال: من أصعب ما يواجهه المسحور وأهله هوطول فترة العلاج أحيانًا. السحر قد يكون متجددًا أو معقدًا، يحتاج صبرًا مجاهدة. على المريض أنيُحسن الظن بالله ويعلم أن النصر قريب حتى لو طال الأمد. لا يستعجل النتائج ولا ييأس إن تأخر التحسن. بعض الحالات يظهر التحسن تدريجيًا: اليوم يستطيع النوم بهدوء أفضل من الأمس، بعد أسبوع خفّت الكوابيس، بعد شهر بدأ يعود شهيته… وهكذا. هذه علامات طيبة ينبغي ملاحظتها لشكر الله عليها ومواصلة الجهد حتى الشفاء التام. أيضًا قد يحدثانتكاس بسيط في منتصف العلاج (هذا طبيعي لاختبار الصبر أو لتجدد السحر من الساحر الخبيث)، حينها يجب ألا يستسلم المريض بل يزيد من تحصينه ورقيته. وليتذكر قول الله تعالى:﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ مَا هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ﴾، فالشفاء بالقرآنوعد إلهي حق للمؤمنين الصادقين.
باتباع هذه الخطوات،والاستعانة أولاً وأخيرًا بالله، يشفى المريض بإذن الله تعالى. وكما قال النبي ﷺ:“تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام”؛ فعلينا بالعلاج القرآني النبوي المشروع، وترك ما سواه من خرافات. وقد ثبت بالتجربة آلاف المرات في الخليج وخارجه أن من صبر على الرقية الشرعية والتحصينات شُفي تمامًا وعادت حياته لطبيعتها وكأن شيئًا لم يكن. فلا تيأس أخي الكريم وأختي الكريمة، واجعلوا القرآن صديقكم في رحلة العلاج، فإنه شفاء ورحمة للمؤمنين.

أهمية اللجوء للرقية الشرعية الصحيحة
في خضم معاناة السحر، قد يضل البعض الطريق ويلجؤون لوسائل غير شرعية طلبًا للشفاء، كأن يذهبوا لسحرة بدعوى “فكّ السحر” أو يستعملوا تمائم وتعويذات لا يقرها الدين. لذلك من المهم التأكيد علىأهمية الرقية الشرعية الصحيحة وضرورة الالتزام بها كوسيلة وحيدة للعلاج، وبيان مخاطر الطرق الأخرى:
يلجأ بعض الناس إلى تعليق تمائم مثل خرزات العين الزرقاء لاعتقادهم بحمايتها من الحسد أو السحر، لكن الاعتماد على التمائم محرم في الإسلام ولا يغني عن التحصن بالقرآن والرقية الشرعية.
أولاً: ماذا نعني بالرقية الشرعية الصحيحة؟ هي قراءة آيات القرآن الكريم والأدعية الثابتة عن النبي ﷺبنية الشفاء على نفس المريض أو على ماء وزيت ونحوه،دون إضافة أي كلمات أو طلاسم غريبة. شروط الرقية الشرعية ثلاثة معروفة: أن تكونبكلام الله أو أسمائه وصفاته أو الأدعية النبوية، وأن تكونباللغة العربية المفهومة (أو ما يُعرف معناه من غيرها)، وألا يُعتقد أن الرقية تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى. أي خروج عن هذه الشروط يدخل في نطاق الرقية غير المشروعة. فمثلاً كتابة حروف وأرقام مبهمة أو تمتمة بكلام غير مفهومليست من الرقية الشرعية إطلاقًا، ويجب الحذر ممن يفعلها.
ثانيًا: تجنب الدجل والشعوذة: كما ذكرنا سابقًا،لا يجوز طرق أبواب السحرة والكهنة ولو زعموا أنهم يبطلون السحر. البعض قد يقول “اضطررت لفك السحر بالسحر تحت الضغط”، وهذا لا يبيح المحظور. فك السحر بالسحر يعرض صاحبه لكفر بالله لأنه استعان بشياطين الجن. أيضًا هناك ممارسات يقوم بها بعض من يدّعون العلاج وهي في حقيقتهاشعوذة: طلب اسم أم المريض وتاريخ ميلاده، أو إعطائه حجابًا فيه مربعات أرقام وحروف، أو مطالبته بذبح ذبيحة ورش دمها، أو إياه أن يعتزل الناس فترة مع بخور معين… هذه كلهاعلامات دجال مشعوذ يجب الابتعاد عنه. أماالراقي الشرعي الحقيقي فلا يفعل شيئًا من ذلك، إنما يقرأ القرآن ويذكر الأدعية النبوية لا غير، وقد ينصح المريض بتقوى الله وإزالة المنكرات من بيته (مثل الصور والأغاني) لأنها قد تعيق الشفاء. فالفارق واضح بين الراقي الشرعي والدجال لمن تأمل.
ثالثًا: دور المريض في العلاج: الرقية الشرعية ليست “سحرًا مضادًا” يفعلها الراقي والمريض سلبي؛ بل للمريض دور مهم. عليهالالتزام بطاعة الله وأداء الصلاة في وقتها، والإكثار من قراءة القرآن بنفسه قدر المستطاع. كثير من العلماء ينصحون المصاب بالسحر أنيقرأ سورة البقرة يوميًا في منزله، فذلك من أقوى ما يبطل السحر ويطرد الشياطين من البيت. كذلك تطهير المنزل من أي شيء يغضب الله – كالتماثيل أو كتب السحر (إن وُجدت) أو الموسيقى الصاخبة المستمرة – مهم جدًا، لأن البيت الذي تُقرأ فيه البقرة وتخلو أجواؤه من المنكراتلا يقربه شيطان. المريض ينبغي أنيعتقد جازمًا أن الشفاء بيد الله وليس بيد الراقي الفلاني. الراقي مجرد سبب، إن أحسن المريض الظن بالله وصدق اللجأ إليه سيجعل الله شفائه على يدي أي راقٍ تقي أو ربما بدون راقٍ إذا رقى الإنسان نفسه بنفسه بإيمان. لذا نعول كثيرًا علىيقين المريض وقوة تعلقه بالله أثناء العلاج.
رابعًا: التحذير من التمائم والاعتقادات الخاطئة: في مجتمعنا الخليجي تنتشر بعض الممارسات الخاطئة بدافع اتقاء السحر والعين، مثل تعليقخرزة زرقاء أو حذوة حصان على الباب، أو لبسخيط أحمر حول المعصم، أو وضعملح عند المداخل… وكلها عادات لا أصل لها في الشرع، بل قد تدخل في المحرمات. النبي ﷺ قال:“إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك”، فالتميمة أيًا كانت (خرزة، حجاب مكتوب، سنّ ثعلب…) إذا عُلقت لجلب نفع أو دفع ضر فهي شرك أصغر ينافي كمال التوحيد، وقد تُذهبProtection حماية الله عن صاحبها. لذلكيجب نزع وإزالة أي تمائم أو أحجبة احتراما لله وتوكلًا عليه وحده. عوضًا عن التمائم، عليك بالرقية والأذكار المشروعة فهي الحماية الحقيقية. مثلاً بدل أن يعلق أحدهم عينًا زرقاء خوفًا من الحسد، ليعلق في صدره آية الكرسي حفظًا (أي يحفظها في قلبه ويرددها)، وبدل أن يرش ملحًا في الزوايا، ليرش البيت بتلاوة سورة البقرة وهكذا.
خامسًا: اختيار الراقي الموثوق: ليس كل من ادعى أنه “شيخ راقي” يكون كذلك. لا بد مناختيار شخص معروف بالصلاح والعقيدة الصحيحة في مجال الرقية. في الخليج هناك رقاة ثقات ملتزمون يرقون بإذن الله بما ورد، وهؤلاء تظهر عليهم السكينة والوقار ولا يطلبون أمورًا مريبة من المريض. احذر من الراقي الذي يختلي بالنساء أو يلمس مواضع حساسة، أو الذي يبالغ في الأسعار مستغلًا حاجات الناس، فهؤلاءتجار دين وليسوا عباد صالحين. الراقي الصادقيعلم أنه سبب فيحرص على نصح الحالة بالتقرب إلى الله أكثر من حرصه على تكثير جلساته أو مبيعاته. ويمكن الاستدلال على سمعة الراقي بسؤال من تثق بهم أو بالاطلاع على آراء من عُولجوا لديه.الرقية مجال حساس دخل فيه محتالون للأسف، لكن بالمقابل هناك أصحاب علم وفضل يخدمون الناس ابتغاء وجه الله. فاسعَ لهؤلاء، وتجنب أولئك، تسلم بإذن الله.
وخلاصة الأمر،الرقية الشرعية الصحيحة هي خط الدفاع والعلاج الأول والأخير للمسحور. فإذا التزم بها وبشروطها، وعظّم كلام الله وتوكل عليه حق التوكل، سيبطل السحر حتمًا ويُهزم الشيطان صاغرًا. أما إن انجرف وراء خرافات المشعوذين والتمائم، فقد يطول أذاه ويزداد بلاؤه، لأنه استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. جعلنا الله وإياكم ممن جعل القرآن ربيع قلوبهم وشفاء صدورهم، ونفعنا وإياكم بالرقية الشرعية وعافانا من كل سوء.
دور الشيخ الروحاني أبو عبادة الهاشمي في علاج حالات السحر
انتشر في منطقة الخليج عدد من المعالجين بالرقية الشرعية، ولكن قليل منهم حازوا ثقة الناس بفضل الله ثم بسببخبرتهم الطويلة واتباعهم الطرق المباحة شرعًا في العلاج. من بين هؤلاء الذين ذاع صيتهم مؤخرًاالشيخ الروحاني أبو عبادة الهاشمي. لقد لعب هذا الشيخ دورًا مشهودًا في مساعدة الكثير من حالات السحر المستعصية على التعافي والخروج من معاناتها، مستعينًا في ذلكبعد الله تعالى بالرقية الشرعية الصحيحة وأساليب العلاج الروحاني المشروع.
الشيخ أبو عبادة الهاشمي يتميزبخبرة تتجاوز 25 عامًا في مجال العلاج بالقرآن وعلوم الرقية الشرعية. خلال مسيرته تعامل مع مختلف أنواع السحر: سحر التفريق بين الأزواج، سحر المرض، سحر تعطيل الزواج، السحر الأسود شديد الأذى، وغيرها. وقد واجه حالات معقدة عجزت عن شفائها الرقاة قليلو الخبرة،فكان بفضل الله سببًا في شفائها بعدما استخدم منهجية شمولية في العلاج تجمع بين القراءة المركزة، والنصح الإيماني، والمتابعة الحثيثة للمريض.
نهج الشيخ أبو عبادهشرعي بحت؛ إذ يؤكد لكل من يراجعه أنه لا يستخدم سوى القرآن الكريم والأدعية الواردة، ويرفض تمامًا أي أسلوب فيه مخالفة شرعية مهما كان بسيطًا. على سبيل المثال، عُرف عنه أنهلا يكتب أحجبة أو تمائم للمريض، ولا يقدم “أعمالًا روحانية” غامضة كما يفعل الدجالون، بل علاجه كله بالقراءة والنفث والدعاء والارشاد الديني.
كثير ممن زاروهشهدوا بحسن تعامله وصدقه؛ فهو يستمع للمريض بتأنٍ، ثم يشرح له حالته من منظور شرعي علمي، ويعطيه برنامجًا علاجيًا مفصلاً يتابعه معه خطوة بخطوة. هذا البرنامج قد يشمل: آيات وسور معينة تقرأ يوميًا، إجراءات لتحصين البيت (كالتخلص من المنكرات وتشغيل سورة البقرة)، استخدام ماء زمزم أو ماء مقروء عليه للشرب والاغتسال، وأحيانًا يوصي بالصيام أو قيام الليل إن رأى في ذلك نفع لحالة المريض روحانيًا.
منالقصص الواقعية التي تُروى عن حالات عالجها الشيخ أبو عبادة الهاشمي أن شابًا في الثلاثين من عمره ابتلي بسحر تفريق أدى لانقلاب حاله، فبعد أن كان مقبلاً على الزواج انفصل بلا سبب وجعل يكره جميع من حوله بل ويؤذي نفسه. هذا الشابتنقل بين أطباء نفسيين لمدة سنة دون جدوى؛ إذ لم تكن حالته تستجيب للأدوية إطلاقًا. أخيرًا أرشده أحد معارفه إلى التواصل مع الشيخ أبو عباده.
بدأ الشيخ معه رحلة علاجية مكثفة تضمنت جلسات رقية شبه يومية في الأسبوع الأول، مع تكثيف الشاب لقراءة سورة البقرة يوميًا وسماع الرقية المسجلة ليلًا. في البداية ظهرتتفاعلات قوية: أغمى على الشاب مرتين ونطق الجني المتلبس به مهددًا عبر لسانه، لكن الشيخ بحنكته لم يرهبه ذلك وواصل الرقية بصبر.
خلال أسبوعين من البرنامج لاحظ أهل الشاب تحسنًا ملموسًا؛ عاد تدريجيًا لطبيعته الهادئة وبدأ يتواصل معهم بالمحبة التي كان فقدها.وبعد شهر ونصف تقريبًا من الاستمرار، زال تمامًا أثر السحر بفضل الله،وانقلب الشاب إلى شخص آخر سعيد مُقبل على الحياة. هذه واحدة من عشرات الحالات التي منّ الله عليها بالشفاء على يد هذا الشيخ الفاضل.
ما يميّز الشيخ أبو عباده كذلكمتابعته المستمرة لحالات مرضاه حتى بعد انتهاء الجلسات الرئيسية. فهو على تواصل عبر الهاتف مع كثير منهم، يطمئن على أحوالهم ويذكّرهم بالمحافظة على التحصينات لئلا يعود الأذى مرة أخرى. وبفضل الله ثم هذا الحرص، نادرًا ما تنتكس حالة عالجها الشيخ، لأن المريض يخرج من عنده ليس فقط وقد شُفي جسده، بل أيضًاازدادت معرفته الدينية وثقته بالله، مما يحصنه ضد أي سحر جديد بإذن الله.
ولا يفوتنا ذكر أن الشيخ الروحاني أبو عبادة الهاشميحائز على تزكيات من عدة علماء ودعاة في المنطقة، أشادوا بمنهجه وانضباطه بالسنة. وقد أصبح مقصدًا لمرضى السحر حتى من خارج بلده، حيث يستشيرونه عبر وسائل التواصل أو يسافرون إليه خصيصًا. وهو بدوره لا يتردد في خدمة كل محتاج، واضعًا نصب عينيه احتساب الأجر من الله قبل أي مقابل مادي.
بل إن كثيرًا من الحالات المعسرة عالجهالوجه الله دون أجر. هذا الإخلاص إضافة لاتباع السنة ربما هو سر ما آتاه الله من نجاح وتوفيق في علاجاته، نسأل الله أن يوفقه ويزيده من فضله.
باختصار،دور الشيخ أبو عبادة الهاشمي في علاج السحر كان ولا يزال دورًا إيجابيًا ومؤثرًا في الخليج. قصص النجاح الكثيرة التي ارتبطت باسمه جعلت منهعنوانًا للأمل لكثير من الأسر التي عانت طويلًا من السحر. ونحن إذ نذكر تجربته فإنما للتأكيد على أنالعلاج الشرعي هو الحل، سواء تم على يد الشيخ أبو عبادة أو غيره من الرقاة الصالحين. فالمهم هو المنهج وليس الشخص.
لكن لا شك أن وجود أشخاص مثل أبو عباده ممن جمعوا بين العلم الشرعي والخبرة الميدانية نعمة ينبغي شكرها، وقد استفاد منها الكثيرون والحمد لله.

خاتمة ونصائح أخيرة
في الختام، يمكننا القول بثقة إنالسحر ابتلاء له علاج متوفر في متناول الجميع وهو كتاب الله وسنة نبيه. مهما بلغ أذى السحر، فهو أضعف من أن يصمد أمام آيات القرآن التيتحرق الشياطين وتقضي على تأثيراتها. المفتاح يكمن في صدق الالتجاء إلى الله، واتباع الطرق الشرعية، والصبر حتى يأتي الفرج. تذكّر أيها القارئ الكريم هذه النصائح الختامية المهمة:
- لا تشخّص حالتك بنفسك بلا بينة: إذا شعرت بأعراض غريبة، استعن بالله ثم بأهل الاختصاص (طبيًا ونفسيًا وشرعيًا) لتتأكد مما تعانيه. التشخيص السليم هو نصف العلاج.
- التزم بالأذكار والتحصينات دائمًا: اجعل لك وردًا من القرآن والأدعية صباحًا ومساءً على الدوام،سواء كنت مصابًا أم سليمًا. الوقاية خير من العلاج، وتحصين نفسك وأهلك يحميك بإذن الله من أي سحر قبل وقوعه.
- طهّر بيتك وقلبك: أخرج من منزلك كل ما لا يرضي الله من تمائم وتماثيل وأجهزة لهو محرّم، فإنها تجلب الشياطين. ونظف قلبك من الحسد والضغينة والتعلق بغير الله، فهذه منافذ يتسلل منها السحر إلى الإنسان. بالتقوى يغلق باب الضرر.
- اطلب مساعدة ثقة عند الحاجة: إذا اشتد عليك الأمر فلا بأس أن تطلب مساعدة راقٍ أمين كما فعل كثيرون.يد الله مع الجماعة، وقد يجعل الله شفاءك على يد غيرك. لكن كن حذرًا في الاختيار كما أسلفنا.
- أحسن الظن بربك دائمًا: لا تيأس أبدًا من رحمة الله، وثق أن الفرج قريب مهما طال البلاء. حين تنام على قرآن وتستيقظ على ذكر وتعيش متوضئًا لسانك رطب بالدعاء، فاعلم أن اللهلن يتركك، وسيجعل لك من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي كل مريض ومسحور، وأن يكشف الضر عن كل مبتلى.السحر شرّ ابتُلينا به، ولكن بالقرآن والإيمان نتخطاه بإذن الله أقوى مما كنا. اجعل هذا المقال دليلك، واعمل بالأسباب، وتوكل على مسبّب الأسباب سبحانه. وإذا منّ الله عليك بالشفاء، فاحمده كثيرًا ولا تنسَ أن تشارك تجربتك الناجحة لتنفع غيرك وتثبّت بها إيمان من يمرون بما مررت به. حفظ الله مجتمعنا الخليجي من كل سوء، وجعل القرآن شفاءنا ودوائنا الدائم. إن ربي سميع مجيب الدعاء.
تابعوني على وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال: