الطلاق من أصعب التجارب التي قد يمر بها الإنسان في حياته، فهو ليس مجرد انفصال قانوني بين الزوجين، بل هو تمزيق لرابطة مقدسة وانهيار لأحلام وآمال بُنيت على مدى سنوات. وعندما يقع الطلاق، تجد المرأة نفسها في دوامة من المشاعر المتضاربة بين الحزن والندم والأمل في عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي. ومن هنا يأتي البحث عن طرق شرعية لرد المطلقة واستعادة الحياة الزوجية بما يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي.
الطلاق في الشريعة الإسلامية
قبل أن نتحدث عن رد المطلقة، من المهم أن نفهم موقف الإسلام من الطلاق. فالطلاق في الشريعة الإسلامية هو أبغض الحلال عند الله، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أبغض الحلال إلى الله الطلاق”. هذا الحديث يوضح أن الطلاق وإن كان مباحاً في الشريعة، إلا أنه مكروه ولا ينبغي اللجوء إليه إلا عند الضرورة القصوى.
والإسلام أعطى فرصة للمراجعة بعد الطلاق، فالطلاق الرجعي يسمح للزوج بإرجاع زوجته خلال فترة العدة دون الحاجة إلى عقد جديد أو مهر جديد. يقول الله تعالى في سورة البقرة: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا”. هذه الآية الكريمة تبين أن الزوج له الحق في إرجاع زوجته المطلقة خلال فترة العدة إذا كانت نيته الإصلاح وإعادة بناء الأسرة.
من أكثر القضايا التي تؤرق القلوب وتكسر النفوس هيقضية الطلاق، خصوصًا حين تكون المرأة مخلصة لبيتها وزوجها ثم تجد نفسها أمام واقع الفراق. في مثل هذه الحالات، يتجه الكثير من الناس إلى البحث عنالوسائل الشرعية لرد المطلقة بالقرآن والأدعية المأثورة، طلبًا للسكينة وعودة الاستقرار.
والقرآن الكريم بما يحمله من بركة ونور هو أعظم وسيلة شرعية يستعين بها المؤمن في قضاء حاجاته ورد المودة بين الأزواج، مصداقًا لقوله تعالى:
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82].
هذا المقال يوضح الطريق الصحيح لرد المطلقة بالقرآن والأدعية الشرعية، بعيدًا عن أي خرافات أو أعمال غير مشروعة، مستندًا إلى كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، وبخبرة الشيخ الروحاني المعروفعمر عبد الرحمن الهاشمي أبو عباده.
حالات رجوع المطلقة إلى الزوج
هناك نوعان أساسيان لعودة المطلقة إلى زوجها، بحسب نوع الطلاق الذي وقع:
- الطلاق الرجعي: الذي يقع في الطلقة الأولى أو الثانية، ويحق للزوج أن يُرجع زوجته في العدة دون عقد جديد.
- الطلاق البائن: إما بائن صغرى (بعد انقضاء العدة) أو بائن كبرى (بعد ثلاث طلقات)، ولا يجوز الرجوع إلا بعقد جديد أو إلا بعد زوج آخر في حالة البينونة الكبرى.
الشواهد القرآنية على الرد بعد الطلاق
ورد في القرآن الكريم عدة آيات تحدد شروط وكيفية رد المطلقة منها:
- قوله تعالى:
“يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة…” (الطلاق:1) - وقوله:
“وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا…” (البقرة:228)
هذه الآيات تؤكد أن للزوج الحق في رد زوجته خلال العدة، إذا أراد الإصلاح ولم يكن الطلاق مكملًا للثلاث.
أثر الدعاء الشرعي في الإصلاح الأسري ورد المطلقة
الدعاء له أثر كبير في تيسير الأمور ورد المطلقات بشرط الإخلاص واليقين بقدرة الله سبحانه.
من أهم الأدعية المأثورة التي يمكن للزوجين ترديدها بنية صافية:
- “ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا” (الفرقان:74).
- “اللهم أصلح بيننا وارزقنا الوفاق والمحبة، ووفق بين قلوبنا كما وفق بين آدم وحواء”.
- الدعاء بدعاء سيدنا موسى: “رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير” (القصص:24).
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإلحاح في الدعاء وأخذ الأسباب الشرعية كالصلح والتحكيم والنصح.
آيات من القرآن الكريم لرد المطلقة
كثير من العلماء والروحانيين الثقات أكدوا أنتلاوة بعض الآيات القرآنية بنية الإصلاح وعودة الزوجة أو الزوج لها أثر قوي بإذن الله، بشرط الإخلاص واليقين في القلب.
ومن هذه الآيات:
- سورة البقرة (آية 286):
﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا…﴾
تُقرأ بنية رفع الخلاف والمغفرة بين الزوجين.
- سورة طه (آية 39):
﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي﴾
آية عظيمة تُقرأ بنيةزرع المحبة في القلب وعودة المودة.
- سورة الروم (آية 21):
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا…﴾
من أفضل الآيات لرد المطلقة لما تحمله من معنى السكن والمودة والرحمة.
- سورة يس (آية 82):
﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾
تُقرأ مع الدعاء بنية تحقيق المراد، لأن الأمر كله بيد الله تعالى.
أوقات الدعاء المستجابة
هناك أوقات معينة يكون فيها الدعاء أقرب للإجابة، وينبغي على من يريد رد المطلقة أن يحرص على الدعاء في هذه الأوقات:
الثلث الأخير من الليل: وهو الوقت الذي ينزل فيه الله إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله، كما ورد في الحديث الصحيح: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.
بين الأذان والإقامة: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.
عند السجود: فالعبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
يوم الجمعة: وفيه ساعة إجابة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه”.
التحذير من الدجل والشعوذة
كثيرون اليوم يدّعون القدرة علىرد المطلقة خلال يوم أو ساعة، ويستعملون طلاسم أو أعمالًا محرمة باسم الدين، وهذا من الكبائر.
رد المطلقة يكونبالقرآن والدعاء المشروع فقط، لا بالسحر أو التعاويذ أو استحضار الجن.
قال رسول الله ﷺ:
“من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد” (رواه أحمد).
لذلك وجب التنبيه على الناس إلى ضرورة التمييز بينالروحاني الصادق العامل بالكتاب والسنة، وبينالدجال الذي يتستر بلباس الدين.
دور العلماء والروحانيين في الإرشاد
في زمننا هذا، يحتاج الناس إلى علماء ربانيين يرشدونهم إلى الطريق الصحيح ويعينونهم على حل مشاكلهم بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية. ومن هؤلاء العلماء الشيخ الروحاني أبو عبادة الهاشمي، الذي اشتهر بعلمه الشرعي وحكمته في معالجة المشاكل الأسرية والزوجية.
الشيخ أبو عبادة الهاشمي معروف بتمسكه بالكتاب والسنة في كل ما يقدمه من إرشادات ونصائح، ويحرص على توجيه الناس إلى الطرق الشرعية في حل مشاكلهم. وقد ساعد الكثير من الأسر على إعادة بناء حياتهم الزوجية بطرق شرعية بعيدة عن أي شبهات.
من الأسماء التي لمع صيتها في العالم العربي والخليج خصوصًا في مجالالعلاج الروحاني الشرعي هوالشيخ الروحاني عمر عبد الرحمن الهاشمي أبو عباده، المعروف بخبرته الطويلة في مجالالعلاج بالقرآن والرقية الشرعية ورد المطلقة ضمن الحدود الشرعية المباحة.
ونظراً لشهرة الشيخ الواسعة وسمعته الطيبة، ظهرت في الآونة الأخيرة محاولات من بعض المحتالين لانتحال شخصيته، حيث يقومون بفتح صفحات وحسابات باسمه على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من بعض الأشخاص في مصر ودول أخرى. وهذا في الحقيقة دليل على مكانة الشيخ وشهرته الواسعة، حيث يحاول هؤلاء المحتالون استغلال اسمه وسمعته الطيبة لخداع الناس.
لذلك ننبه الإخوة والأخوات إلى ضرورة التأكد من التواصل مع الشيخ أبو عبادة الهاشمي عبر القنوات الرسمية فقط، وعدم الانسياق وراء أي حسابات مزيفة قد تستخدم اسمه للنصب والاحتيال.
بيانات تواصل الشيخ الرسمي
لضمان التعامل مع الشيخ الروحاني أبو عباده الهاشمي بشكل رسمي وبعيدًا عن المنتحلين، يرجى التواصل عبر العنوان والبيانات التالية:
- العنوان: بهلاء – جانب مسجد بو عمر – سلطنة عمان.
- البريد الإلكتروني:
- admin@abuobadah.com
- رقم الواتساب: 00306999524372 .
- ساعات العمل: الأحد – الخميس 09:00 – 17:00 (بتوقيت سلطنة عمان).
يمكنك التواصل مع مدير اعمال الشيخ على وسائل التواصل الاجتماعي:
ويُنصح لأي شخص يرغب في الاستشارة أو حل مشكلة أسرية أن يحجز موعدًا أو يرسل استفساره عبر وسائل التواصل الرسمية فقط لضمان المصداقية والشفافية وعدم الوقوع في استغلال.
في الختام رد المطلقة بالقرآن والأدعية الشرعية ليس مجرد طقس أو تلاوة كلمات، بل هوعمل تعبدي يحتاج إلى نية صادقة، وتوجه خاشع لله وحده.
من يتوكل على الله ويصدق في دعائه، يجعل الله له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
كما قال تعالى:
﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2–3].
وفي النهاية، يؤكدالشيخ الروحاني عمر عبد الرحمن الهاشمي أبو عباده أن كل أمر فيه إصلاح ومحبة بين الزوجين هو عبادة إذا كان بنية صادقة ووسائل شرعية، وأن كل وسيلة تخالف شرع الله فهي مردودة مهما بدت نتيجتها مؤقتة.